أهم الأخطاء الشائعة في نمذجة الأعمال وكيفية تجنبها لضمان النجاح
تعتبر نمذجة الأعمال ركيزة أساسية لتحقيق نجاح المشاريع والشركات، فهي تساعد في وضع إطار واضح لتحقيق الأهداف وتقديم المنتجات والخدمات بطريقة تتناسب مع السوق. تعكس نماذج الأعمال الاستراتيجية التي يعتمدها المشروع لكسب الإيرادات وتحديد طرق التفاعل مع العملاء وتوظيف الموارد بكفاءة. ومع ذلك، فإن بعض الأخطاء الشائعة في نمذجة الأعمال قد تؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة وتؤثر سلباً على الأداء. يهدف هذا المقال إلى استعراض هذه الأخطاء وكيفية تجنبها لضمان تحقيق النجاح والاستدامة في عالم الأعمال.
ما هي نمذجة الأعمال؟
نمذجة الأعمال هي عملية تخطيطية تُعنى بتصميم وتحديد الأسلوب الذي ستتبع الشركة من خلاله لتحقق القيمة للعملاء وتحقق عائدًا مستدامًا. تعتبر نماذج الأعمال خارطة طريق شاملة توضح كيفية تقديم المنتج أو الخدمة، وتحدد الفئات المستهدفة من العملاء، وتسلط الضوء على الاستراتيجيات التي ستتبناها الشركة في تحقيق الإيرادات والاستدامة.
تهدف نمذجة الأعمال إلى صياغة إطار عمل مفصل يتضمن تحليل عناصر رئيسية مثل القيمة المقدمة للعملاء، وقنوات التواصل مع الجمهور المستهدف، وعوامل الكفاءة في توزيع الموارد وإدارة الأنشطة الضرورية. وتوفر نماذج الأعمال نظرة متكاملة حول الطريقة التي ستتمكن الشركة من خلالها من التفاعل مع العملاء وتلبية احتياجاتهم بفعالية، مما يسهم في تحقيق أهدافها وتطوير علاقتها بالعملاء، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابيًا على النجاح المستدام للمشروع.
تساعد نماذج الأعمال الشركات على تحقيق فهم عميق لآليات العمل وكيفية تحقيق التميز عن المنافسين، وذلك من خلال تحديد مميزات القيمة المقدمة وخلق تجارب فريدة للعملاء، مما يسهم في بناء ميزة تنافسية تساهم في استدامة المشروع.
دور نماذج الأعمال في إعداد استراتيجيات الشركات
تلعب نماذج الأعمال دورًا أساسيًا في توجيه استراتيجيات الشركات نحو النجاح؛ إذ تساعد على ترجمة الأهداف والرؤية العامة إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ. فعلى سبيل المثال، تساهم نماذج الأعمال في وضع خطط مدروسة للتوسع والتطوير من خلال فهم واضح للموارد المتاحة، وأهمية توزيعها بطريقة متناسقة مع أهداف المشروع.
من تحديات نمذجة الأعمال تحديد الفئات المستهدفة من العملاء وكيفية الوصول إليهم جزءًا مهمًا من نمذجة الأعمال، حيث تسهم في توجيه الاستراتيجيات التسويقية وجعلها أكثر دقة وكفاءة. كما تساعد في تحديد الأنشطة الرئيسية التي يجب تنفيذها لتحقيق القيمة المضافة، مما يسهم في تحديد الميزانية المخصصة لكل مرحلة وتوجيه الجهود نحو تحقيق أهداف طويلة الأمد.
إضافة إلى ذلك، تسهم نماذج الأعمال في فهم طبيعة المخاطر المتوقعة والفرص المحتملة، مما يساعد الشركات على وضع استراتيجيات لإدارة المخاطر والمرونة في مواجهة التحديات السوقية. عندما تكون الاستراتيجية مدعومة بنموذج عمل قوي، تستطيع الشركات التكيف بسرعة مع التغيرات في السوق والاستفادة من الفرص المتاحة، مما يسهم في تعزيز القدرة على الابتكار وتحقيق النمو المستدام.
الأخطاء الشائعة في نمذجة الأعمال
فيما يلي نوضح بعض أخطاء نمذجة الأعمال التي تواجه الشركات عند تصميم نماذج الأعمال، وكيف يمكن لهذه الأخطاء أن تؤثر على فرص النجاح واستمرارية المشروع تحليل أخطاء نماذج الأعمال:
1. إغفال تحليل السوق وأثره على النجاح
إهمال تحليل السوق يعتبر من أكبر الأخطاء التي يمكن أن تواجه الشركات عند تصميم نماذج الأعمال. تحليل السوق يساعد في فهم التوجهات الحالية، احتياجات العملاء، وتوجهات المنافسين. عدم القيام بهذا التحليل بشكل كافٍ قد يؤدي إلى فقدان البوصلة في تصميم المنتجات أو الخدمات، حيث قد يتم تقديم منتجات غير ملائمة أو بأسعار غير مناسبة. هذا الخطأ يقلل من فرص النجاح ويزيد من احتمالية فشل المشروع بسبب ضعف التفاعل مع السوق أو التوجهات غير المدروسة.
2. نقص التواصل بين الفرق وغياب التنسيق
التواصل الفعّال بين فرق العمل المختلفة من أهم العناصر لتحقيق نجاح نموذج الأعمال. في العديد من الأحيان، يكون هناك ضعف في التواصل بين الفرق، سواءً بين الأقسام التسويقية والإدارية أو بين الأقسام المالية والإنتاجية. يؤدي هذا النقص إلى حدوث سوء فهم في الأهداف وعدم تنسيق في الجهود، ما قد يؤدي إلى إضاعة الموارد وتقديم منتجات أو خدمات لا تتماشى مع استراتيجية الشركة ككل. يجب على الشركات بناء قنوات اتصال وتنسيق فعّالة لضمان العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف المشتركة.
3. استخدام نماذج أعمال غير ملائمة للنشاط التجاري
من الأخطاء الشائعة لنمذجة الأعمال اعتماد نموذج عمل لا يناسب طبيعة النشاط التجاري للشركة. اختيار نموذج غير ملائم من أهم المشاكل في نماذج الأعمال يجعل الشركة تواجه تحديات في تلبية احتياجات العملاء أو مواجهة المنافسة. على سبيل المثال، استخدام نموذج قائم على الاشتراكات في نشاط تجاري يعتمد على المبيعات الفردية قد يؤدي إلى عدم تلبية توقعات العملاء. يجب على الشركات تصحيح نماذج الأعمال و اختيار نموذج يتوافق مع أهدافها الاستراتيجية واحتياجات السوق لضمان تحقيق أقصى قدر من الكفاءة.
4. التركيز على الربحية السريعة دون النظر إلى الاستدامة
التطلع لتحقيق الأرباح السريعة قد يضر بمستقبل المشروع على المدى الطويل. العديد من الشركات تركز على تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح في فترة قصيرة، ما يدفعها إلى التضحية بعوامل أخرى مثل الجودة أو رضا العملاء. هذا التوجه قد يؤدي إلى خسارة العملاء على المدى البعيد وتضرر سمعة الشركة. النجاح المستدام يتطلب من الشركات وضع خطط طويلة الأمد تركز على النمو التدريجي وتعزيز ولاء العملاء، وليس فقط الربحية السريعة.
5. ضعف إدارة المخاطر في التخطيط والتنفيذ
إدارة المخاطر في نمذجة الأعمال جزء أساسي من أي نموذج عمل ناجح، إذ يجب على الشركات التعرف على التهديدات المحتملة ووضع خطط للتعامل معها. ضعف إدارة المخاطر يؤدي إلى تعريض الشركة للمخاطر دون وجود استراتيجية للتعامل معها، ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة أو حتى فشل المشروع. تتضمن المخاطر الاقتصادية، التغيرات في السوق، ومخاطر تقنية. من الضروري تضمين إدارة المخاطر كجزء أساسي من نمذجة الأعمال لضمان جاهزية الشركة لمواجهة أي تحديات مستقبلية.
كيفية تجنب الأخطاء الشائعه في نمذجة الأعمال
يعد تجنب الأخطاء الشائعة في نمذجة الأعمال أمرًا ضروريًا لتحقيق نجاح المشروع واستدامة النمو. من خلال اتخاذ خطوات مدروسة وتركيز على التفاصيل الأساسية، يمكن للشركات تحسين نماذج أعمالها وتجنب المشاكل المحتملة. فيما يلي استعراض لأبرز الطرق التي تساعد في تفادي الأخطاء وتحسين الأداء عناصر نجاح نماذج الأعمال:
1. تحليل السوق بدقة قبل بدء النموذج
يعتبر تحليل السوق أحد الخطوات الأساسية لنجاح أي نموذج عمل. يساعد التحليل العميق للسوق في فهم احتياجات العملاء وتوجهات السوق المنافس، ويشمل ذلك:
- تحديد الجمهور المستهدف: معرفة من هم العملاء المحتملون وما هي تفضيلاتهم واحتياجاتهم الأساسية، مما يسهم في تصميم منتج أو خدمة تتناسب مع توقعاتهم.
- دراسة المنافسين: يساعد تحليل نقاط القوة والضعف لدى المنافسين في تحديد الفرص والتهديدات الموجودة في السوق، مما يمكن الشركة من تصميم استراتيجيات تنافسية.
- التوجهات السوقية: متابعة التغيرات في السوق والتوجهات الجديدة تمكن الشركات من تقديم منتجات أو خدمات تلبي احتياجات السوق الحالية والمستقبلية، مما يضمن قدرة المشروع على الاستمرار والتكيف مع المستجدات.
2. التنسيق بين الأقسام لضمان تواصل فعال
التواصل الفعال بين الأقسام المختلفة في الشركة يُعتبر من أهم عوامل نجاح نموذج الأعمال. يساعد التنسيق على تحقيق توافق في الرؤية والأهداف، ويشمل ذلك:
- تنظيم اجتماعات دورية: تعقد الاجتماعات المنتظمة بين الأقسام لضمان تبادل الأفكار وتحديث المعلومات والتأكد من أن الجميع يعمل نحو تحقيق نفس الأهداف.
- تحديد آليات واضحة للتواصل: باستخدام أدوات الاتصال الحديثة والمنصات الرقمية لضمان تبادل المعلومات بشكل سريع وفعّال بين الفرق المختلفة.
- توزيع المهام والمسؤوليات بوضوح: توزيع الأدوار بشكل مناسب بحيث يكون لكل قسم دور واضح، مما يسهم في تحسين كفاءة العمل وتقليل التداخلات غير الضرورية.
3. اختيار نموذج عمل مناسب لطبيعة المشروع
اختيار نموذج عمل مناسب يتطلب فهم طبيعة المشروع والبيئة المحيطة به. يجب أن يتناسب النموذج مع احتياجات السوق ويعكس طبيعة المنتج أو الخدمة المقدمة. لتحقيق ذلك:
- تحليل متطلبات المشروع: يتم ذلك من خلال دراسة ما يحتاجه المشروع من موارد وجهود، وتحديد نوع التفاعل المطلوب مع العملاء.
- الاطلاع على نماذج الأعمال الناجحة: مراجعة نماذج الأعمال التي أثبتت نجاحها في نفس القطاع يمكن أن يلهم الفريق ويساعده في تصميم نموذج مناسب.
- المرونة في التغيير: في بعض الأحيان قد يتطلب نجاح المشروع تغيير نموذج الأعمال أو تعديله حسب تطورات السوق واحتياجات العملاء.
4. التخطيط طويل الأمد لتحقيق استدامة النمو
التركيز على التخطيط بعيد المدى يوفر أساسًا قويًا لاستدامة النجاح والنمو المستدام. تتطلب الاستدامة استراتيجيات تهدف إلى تعزيز النمو على المدى الطويل، وتتضمن هذه الاستراتيجيات:
- تطوير رؤية واضحة للنمو: تشمل الأهداف بعيدة المدى وتحدد خطوات متتابعة لتحقيق النمو التدريجي.
- الاستثمار في الجودة والعلاقة مع العملاء: تقديم قيمة مضافة دائمة وتعزيز ولاء العملاء، مما يساهم في تحقيق عوائد ثابتة ومستدامة.
- بناء علامة تجارية قوية: بناء سمعة مميزة للشركة تجعلها الخيار الأول للعملاء المستهدفين، مما يساعد على تعزيز النجاح على المدى الطويل.
5. إدارة المخاطر بفعالية ضمن استراتيجية النموذج
إدارة المخاطر هي جزء أساسي في الحفاظ على استقرار ونجاح نموذج الأعمال. تُعد المخاطر جزءاً من البيئة التجارية، لكن الإدارة الفعّالة لها يمكن أن تقلل من تأثيراتها السلبية. وتتضمن إدارة المخاطر:
- التعرف على المخاطر المحتملة: يتضمن تحديد كل المخاطر الممكنة سواء كانت مالية أو تشغيلية أو تتعلق بالبيئة الخارجية.
- إعداد خطط الطوارئ: يجب أن تكون هناك خطط جاهزة للتعامل مع الأزمات المحتملة، مما يسهم في تقليل الخسائر.
- تقييم دوري للمخاطر: يساعد التقييم الدوري في تحديث استراتيجيات المخاطر وتعديل النموذج وفقًا للمستجدات، مما يسهم في تعزيز
أدوات واستراتيجيات لتحسين نمذجة الأعمال
تحسين و إصلاح نماذج الأعمال يعد من الخطوات الضرورية لتعزيز أداء الشركات وضمان نجاحها في الأسواق المتغيرة. توجد العديد من الأدوات والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتصميم نموذج أعمال قوي ومرن، يلبي احتياجات السوق و يستجيب للتحديات. نستعرض فيما يلي بعضاً من أهم الأدوات التحليلية والاستراتيجيات التي تسهم في تحسين نماذج الأعمال.
إرشادات لتحسين نماذج الأعمال باستخدام بعض أدوات التحليل مثل التحليل الرباعي SWOT
التحليل الرباعي أو ما يعرف بـ SWOT هو أداة فعالة تستخدمها الشركات لتحليل البيئة الداخلية والخارجية. يتكون التحليل من أربعة عناصر أساسية:
- نقاط القوة (Strengths): تحديد العوامل الداخلية التي تمنح الشركة ميزة تنافسية، مثل الموارد الفريدة أو التكنولوجيا المتقدمة.
- نقاط الضعف (Weaknesses): دراسة العوامل الداخلية التي قد تؤثر سلباً على أداء الشركة، مثل نقص المهارات أو ضعف التمويل.
- الفرص (Opportunities): التركيز على العوامل الخارجية التي يمكن للشركة استغلالها لتحقيق نمو، كالتوسع في أسواق جديدة أو الابتكارات التكنولوجية.
- التهديدات (Threats): تحديد العوامل الخارجية التي قد تؤثر سلباً على الشركة، مثل المنافسة الشديدة أو التغيرات الاقتصادية السلبية.
يساعد التحليل الرباعي الشركات على بناء استراتيجية تتوافق مع نقاط قوتها وتستغل الفرص المتاحة، وفي الوقت ذاته تعالج نقاط الضعف وتواجه التهديدات. يمكن أن يكون التحليل الرباعي جزءاً رئيسياً في التقييم والتحليل في نمذجة الأعمال الحالي وتعديله ليكون أكثر توافقاً مع المتغيرات.
تطبيق إرشادات تحسين نماذج الأعمال باستخدام النماذج المعتمدة
هناك العديد من النماذج المعتمدة التي تم تطويرها لمساعدة الشركات في بناء نماذج أعمال قوية. من بين هذه النماذج:
- نموذج الأعمال القائم على القيمة (Value-Based Model): يعتمد هذا النموذج على تحديد القيمة الفريدة التي تقدمها الشركة لعملائها، وتكوين استراتيجيات تركز على تعزيز هذه القيمة. من خلال هذا النموذج، يمكن للشركة تصميم خدمات ومنتجات تجذب العملاء وتحافظ على ولائهم.
- نموذج الأعمال الرقمي (Digital Business Model): نظراً لتطور التكنولوجيا، يعتبر هذا النموذج مناسباً للشركات التي تعتمد على الإنترنت والتكنولوجيا في تقديم خدماتها. يعتمد نموذج الأعمال الرقمي على الاستفادة من الأدوات الرقمية والبيانات لتقديم تجربة محسنة للعملاء، بالإضافة إلى تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.
- نموذج الاشتراك (Subscription Model): يُعد نموذج الاشتراك من النماذج الشائعة في الأعمال الرقمية، حيث يدفع العملاء مبلغاً دورياً للحصول على الخدمة أو المنتج. يساعد هذا النموذج الشركات في الحصول على إيرادات مستدامة وتحقيق استقرار مالي.
- نموذج المنصة (Platform Model): يعتمد هذا النموذج على إنشاء منصة تربط بين البائعين والمشترين، مثل شركات التجارة الإلكترونية. يتيح هذا النموذج للشركات جذب مجموعة واسعة من المستخدمين وزيادة حجم التعاملات.
بتطبيق النماذج المعتمدة، يمكن للشركات تحسين نماذج الأعمال الخاصة بها بحيث تتناسب مع بيئة السوق وتواكب التطورات في التكنولوجيا ومتطلبات العملاء.
أمثلة على تجارب ناجحة لنماذج الأعمال
توجد العديد من الشركات التي حققت نجاحاً ملحوظاً بفضل تبني نماذج أعمال مبتكرة وفعالة. إليك بعض الأمثلة:
- شركة أمازون (Amazon): اعتمدت أمازون نموذج الأعمال القائم على العميل (Customer-Centric Model) وأصبحت واحدة من أكبر منصات التجارة الإلكترونية في العالم. ركزت أمازون على تحسين تجربة المستخدم وتوسيع قاعدة العملاء عبر تقديم خدمات مثل الشحن السريع واشتراك Amazon Prime، الذي يوفر مزايا حصرية ويزيد من ولاء العملاء.
- شركة نتفلكس (Netflix): تستخدم نتفلكس نموذج الاشتراك الرقمي، حيث يدفع المستخدمون رسوماً شهرية مقابل الوصول إلى مكتبة واسعة من الأفلام والمسلسلات. استطاعت نتفلكس التكيف مع التطورات في صناعة الترفيه من خلال إنتاج محتوى خاص بها وتطوير تكنولوجيا التوصيات التي تساهم في تحسين تجربة المشاهد.
- شركة أوبر (Uber): طبقت أوبر نموذج المنصة، حيث توفر منصة تربط بين السائقين والركاب في مختلف المدن حول العالم. تمكنت أوبر من التوسع بسرعة، وتوفير خدمات نقل مريحة وسريعة، مما جعلها خياراً مفضلاً للكثير من العملاء.
- شركة آبل (Apple): تعتمد آبل على نموذج الأعمال القائم على القيمة، حيث تقدم منتجات تتميز بتصميم وجودة عالية وتجربة مستخدم استثنائية. يساعدها هذا النموذج في جذب قاعدة عملاء وفية وتحصيل إيرادات مستدامة من خلال مبيعات الأجهزة وخدمات الاشتراك.
من خلال هذه الأمثلة، نلاحظ كيف أن تحسين نماذج الأعمال وتبني استراتيجيات فعالة يمكن أن يسهم في تحقيق النمو والاستدامة للشركات. هذه الشركات استفادت من فهم عميق للسوق وتبنت نماذج تتوافق مع احتياجات العملاء، مما جعلها تحقق النجاح وتجذب مزيداً من العملاء.
أهمية التقييم والتحليل المستمر للنموذج
يعد التقييم والتحليل المستمر لنموذج الأعمال من الركائز الأساسية التي تساهم في نجاح الشركات واستدامتها. يتطلب السوق التنافسي الحديث من الشركات مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات، لذلك يعتبر التحليل المستمر للنموذج وسيلة فعالة لضمان توافقه مع احتياجات السوق والمتغيرات المستجدة.
التقييم الدوري للأداء لتحديد مواطن القوة والضعف
يقوم التقييم الدوري بمساعدة الشركة على فهم أدائها الحالي بشكل دقيق وتحديد نقاط القوة والضعف. يُمكِّن التقييم من تحديد العناصر التي تحتاج إلى تعزيز ودعم لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل. على سبيل المثال، قد تكتشف الشركة أن استراتيجيات التسويق الحالية قوية، بينما تحتاج آليات خدمة العملاء إلى تحسينات. من خلال التقييم، يمكن للشركة إجراء تعديلات دقيقة تحقق توازنًا أكبر بين مختلف عناصر النموذج وتعزز من قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة.
التعديل المستمر على النموذج حسب متغيرات السوق
السوق اليوم يتغير بسرعة، ويجب على الشركات أن تكون قادرة على تعديل نموذج الأعمال بشكل مستمر لمواكبة هذه التغيرات. التعديل المستمر يشمل إعادة تقييم الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة وتحديثها وفقًا للاتجاهات السوقية الجديدة أو تغيرات احتياجات العملاء. على سبيل المثال، قد تظهر تقنيات جديدة يمكن الاستفادة منها لتبسيط العمليات وتقليل التكاليف، أو قد تحدث تغيرات في سلوك المستهلكين تجعل من الضروري إعادة النظر في طرق تقديم الخدمات أو المنتجات.
من خلال التقييم المستمر والتحليل المرن لنموذج الأعمال، تستطيع الشركات الاستجابة بشكل أسرع وأذكى للمتغيرات الخارجية، مما يتيح لها فرصًا أكبر للحفاظ على ريادتها وميزتها التنافسية في السوق.
خاتمة
في ختام هذا المقال، تتجلى أهمية تجنب الأخطاء الشائعة في نمذجة الأعمال لضمان نجاح الشركات واستدامة أعمالها. فالنماذج الفعالة توفر إطارًا واضحًا يساهم في تحقيق الأهداف وتلبية احتياجات العملاء، وتجنب الأخطاء مثل إهمال تحليل السوق أو ضعف التواصل بين الفرق يُمكن أن يوفر للشركات ميزة تنافسية قوية، ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتخطيط والتنفيذ.
نصائح لتحقيق نموذج أعمال ناجح ومستدام:
- القيام بتحليل سوق شامل: لا بد من فهم السوق المستهدف والمنافسين، مما يساعد في بناء نموذج يتوافق مع متطلبات العملاء ويوفر ميزة تنافسية مستدامة.
- تعزيز التواصل الداخلي: تضمن قنوات التواصل الواضحة بين الأقسام المختلفة توحيد الجهود وتحقيق انسجام بين أهداف الشركة وفِرق العمل.
- اختيار النموذج المناسب للنشاط التجاري: من الضروري اختيار نموذج يلائم طبيعة العمل المستهدف، سواء كان رقميًا أو تقليديًا، لضمان توافق استراتيجي وتحقيق النمو.
- التركيز على الاستدامة طويلة الأجل: السعي نحو الربحية السريعة قد يضر بسمعة الشركة على المدى البعيد؛ لذلك، يجب إعطاء الأولوية للاستدامة وبناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء.
- إدارة المخاطر بشكل فعّال: يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق للتعامل مع المخاطر المحتملة، مما يضمن مرونة الشركة وقدرتها على تجاوز الأزمات.
- التقييم المستمر: يساعد التحليل الدوري والتقييم المستمر للنموذج على تحديد نقاط القوة والضعف وتحديث الاستراتيجيات نمذجة الأعمال وفقاً لمتغيرات السوق.
تعتبر نمذجة الأعمال ركيزة أساسية لتحقيق نجاح المشاريع والشركات، فهي تساعد في وضع إطار واضح لتحقيق الأهداف وتقديم المنتجات والخدمات بطريقة تتناسب مع السوق. تعكس نماذج الأعمال الاستراتيجية التي يعتمدها المشروع لكسب الإيرادات وتحديد طرق التفاعل مع العملاء وتوظيف الموارد بكفاءة. ومع ذلك، فإن بعض الأخطاء الشائعة في نمذجة الأعمال قد تؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة وتؤثر سلباً على الأداء. يهدف هذا المقال إلى استعراض هذه الأخطاء وكيفية تجنبها لضمان تحقيق النجاح والاستدامة في عالم الأعمال.
بهذه الخطوات والنصائح، يمكن للشركات تعزيز قدرتها على تحقيق نموذج أعمال ناجح ومستدام، مما يضمن نموًا طويل الأمد ومرونة عالية في مواجهة التحديات، وتقديم قيمة مميزة للعملاء والمساهمين.للاستشارات قم بزياره موقعنا BUSINESS MODELو يمكنك ايضا الحصول علي كتب مجانيه.